منتظران حقیقت

ما منتظرت خواهیم ماند با جان و دل

منتظران حقیقت

ما منتظرت خواهیم ماند با جان و دل

مشخصات بلاگ
منتظران حقیقت
تبلیغات
Blog.ir بلاگ، رسانه متخصصین و اهل قلم، استفاده آسان از امکانات وبلاگ نویسی حرفه‌ای، در محیطی نوین، امن و پایدار bayanbox.ir صندوق بیان - تجربه‌ای متفاوت در نشر و نگهداری فایل‌ها، ۳ گیگا بایت فضای پیشرفته رایگان Bayan.ir - بیان، پیشرو در فناوری‌های فضای مجازی ایران
بایگانی
نویسندگان

۱ مطلب با موضوع «الرد علی الشبهات» ثبت شده است

السؤال
هل مشایخ الشیعة یغالون فی أمر الأئمة (ع) بحیث لا یفرقون بینهم و بین الله؟
الجواب الإجمالی
تعد ظاهرة "الغلو" فی أئمة الدین من أخطر الظواهر الانحرافیة التی واجهتها الدیانات السماویة، و لم یکن المذهب الشیعی بدعا عن الادیان و المذاهب حیث ابتلی هو الآخر ببعض الافکار و الاتجاهات المنحرفة کالغلاة و المقصرة و النواصب. و قد بذلک الائمة (ع) جهودا کبیرة فی الحفاظ على الخط القویم للتشیع و الحفاظ على المسیرة من الانحراف، فرسموا (ع) لشیعتهم منهجا وسطاً یتوسط بین الغلو و التقصیر، و کانوا یحثون اتباعهم على الاعتدال، و فی بعض الروایات ارشاد للموقف المناسب الذی ینبغی للانسان اتخاذه فی نظرته للأئمة و فضائلهم (ع).
و قد إنطلق علماء الشیعة من هذه الارشادات و الوصایا لیرسموا صورة متوازنة للائمة (ع) تعتمد الادلة العقلیة و النقلیة، و مبینین خواصهم و ممیزاتهم التی یمتازون بها  عن سائر البشر و مقاماتهم السامیة التی هم علیها؛ کالعصمة و العلم اللدنی و التی أکدها القرآن الکریم و الروایات الصحیحة بالاضافة الى العقل.
فمما لاریب فیه أن الشیعة یؤمنون بکرامات الأئمة الثابتة لهم فی المصادر السنیة فضلا عن مصادرهم الخاصة، کفضائل أمیر المؤمنین (ع) و أهل بیته، بعیدا عن الغلو و التقصیر.
الجواب التفصیلی
تعد ظاهرة "الغلو" فی أئمة الدین من اخطر الظواهر الانحرافیة التی واجهتها الدیانات السماویة، و هی من الامور المجمع على ذمها من قبل الانبیاء و الرسل و الأئمة (ص)؛ لانها تهدم أساس الدین و تقوض بنیانه المشید على التوحید، و من هنا نرى الدین الاسلامی وقف من الغلاة موقفا صلباً و عنفهم باشد انواع التعنیف حتى وصفوا فی کتب العقائد و الفقه بانهم شرّ الناس و اقبحهم.[1]
و الغلو بمنزلة إنکار الدین؛ و ذلک لان الآثار السلبیة التی تترتب علیه لا تقل خطورة عن الآثار المترتبة على إنکار أصل الدین و نقضه. و قد یؤدی الغلو فی الدین الى نکوص الکثیر من الناس عن الدین و إعراضهم عنه؛ لعدم انسجام الغلو مع الفطرة النقیة التی تأبى الانقیاد للافکار المضللة التی یثیرها الغلاة، و حینئذ ینجر انکار الغلو فی نهایة المطاف الى إنکار اصل الدین و أساسه.
فعلى سبیل المثال نجد الغلو فی شخصیة السید المسیح (ع) کان له مردود سلبی فی نفوس المفکرین و المثقفین فتمثلت ردة فعلهم بانکار رسالته (ع)؛ لانهم أدرکوا بفطرتهم النقیة بانه من المستحیل الایمان بإلوهیة بشر مثلهم، و أن من السخف الایمان بهکذا فکرة تتضاد مع المنطق العقلی، و فی نهایة المطاف رجحوا الانکار و الکفر على مثل هکذا سخافات لیریحوا أنفسهم من عناء و تبعات الایمان بهکذا أفکار مغالیة.
إن دراسة تاریخ الادیان المختلفة تکشف لنا إبتلاء الکثیر منها بالافکار المغالیة، و قد اشار القرآن الکریم الى بعضها و حذر من الوقوع فی فخذ الغلاة و الغلو.[2]
و لم یکن الدین الاسلام بمأمن من تلک الظاهرة حیث تعرض هو الآخر لمشکلة الغلاة، بظهور الغلو فی فترات متفرقة بعد رحیل الرسول الاکرم (ص) و ظهور مجموعة من الغلاة التی حاولت أن تضفی على بعض الأئمة (ص) و رجال الدین صفات فوق البشریة. و إذا ما بحثنا عن الاسباب و العلل التی أدت الى بروز هذه الظاهرة المرضیة، یمکن الاشارة الى بعض العناصر و الاسباب الباعثة لها، من قبیل:
1. عامل ردة الفعل للتحرک الاموی. ردة الفعل اتجاه الظلم و التعسف الاموی و ما تعرض له الأئمة (ع) من حیف و ظلم[3]، و المغالاة فی خصوم أئمة أهل البیت فی حرکة الصراع السیاسی و المواجهة الفکریة و الدینیة، و الإیغال فی سبّ الامام علی (ع) و شتمه على منابر المسلمین من قبل ما عرف بخط النصب و النواصب[4]، کل ذلک أدى الى حدوث ردة فعل قویة فی الوسط الشیعی حملت بین طیاتها بعض الافکار المغالیة و ظهر فی الوسط المدافع عنهم (ع) رجال خرجوا عن حد الاعتدال الى الغلو فیهم و اضفاء صفات غیر بشریة علیهم.
2. الشهرة و طلب الجاه: من العوامل التی ساعدت فی ظهور الغلو الشهرة و طلب الجاه التی سعى بعض المقربین من دائرة الأئمة (ع) للحصول علیها، حیث رأوا فی الغلو فیهم (ع) و القول بالوهیتهم خیر وسیلة تلبی لهم أهدافهم المنشودة من الشهرة و الجاه؛ باعتبارهم رسلاً لهم (ع) مما یضفی على هؤلاء الغلاة هالة من القداسة و التکریم و....
3. الإباحیة و التحلل: العامل الآخر الذی یمکن الاشارة الیه هنا عامل الاباحیة و التحلل؛ و ذلک لان الدین الاسلامی عندما جاء بشریعته المقدسة وضع الکثیر من القیود و المحدودیات و الالزامات أمام أتباعه و السائرین على نهجه، الأمر الذی لم یرتضه بعض المنحرفین ممن یحسب على الخط الاسلامی، فحاول التنصل من تلک الالزام و التحلل من القیود و اطلاق العنان لشهواته و میوله، فلم یجد أمامه مخرجاً الا فکرة الغلو لیجعلوا منها وسیلة لضرب الشریعة و الغائها و للتحلل و تبریر ما یدعون الیه من الاباحیة و اللالتزام.[5]
و من العوامل المساعدة فی بروز ظاهرة الغلو، عامل الدفاع غیر المتقن عن الدین، وکسب الثروة و الارتزاق، والافراط فی الحب و الانبهار بالشخصیات، و الفساد الدینی، بالاضافة الى معارضة السلطات القائمة فی وقتها.
الغلاة و وضع الحدیث
من الاسالیب التی اعتمدها الغلاة فی تعزیز فکرهم و نشر معتقدات إعتماد اسلوب وضع الحدیث و نسبتها الى الأئمة (ع).[6]
و قد اعتمدوا فی هذه القضیة اسلوب الوضع و الدسّ، و من هؤلاء الغلاة المغیرة بن سعید من تلامیذ الامام الباقر (ع)، و الذی أشار الامام الصادق (ع) الى ما اقترفه هذا الرجل من التلاعب بالحدیث حیث قال (ع): کان المغیرة بن سعید یتعمد الکذب على أبی، و یأخذ کتب أصحابه و کان أصحابه المستترون بأصحاب أبی یأخذون الکتب من أصحاب أبی فیدفعونها إلى المغیرة فکان یدس فیها الکفر و الزندقة و یسندها إلى أبی ثم یدفعها إلى أصحابه فیأمرهم أن یبثوها فی الشیعة، فکلما کان فی کتب أصحاب أبی من الغلو فذاک ما دسه المغیرة بن سعید فی کتبهم.[7]


و کان الامام الرضا (ع) یرفض الروایات التی وضعها الغلاة و کان (ع) یقول: إن أبا الخطاب کذب على أبی عبد الله (ع) لعن الله أبا الخطاب و کذلک أصحاب أبی الخطاب یدسون هذه الأحادیث إلى یومنا هذا فی کتب أصحاب أبی عبد الله (ع)، فلا تقبلوا علینا خلاف القرآن.[8]‏
و کان السلطات الظالمة تتخذ من تلک الروایات ذریعة لاتهام الشیعة بالکفر و الزندقة و الشرک و من ثم الوقیعة بهم و التضییق على الأئمة (ع). و کان الأئمة (ع) قد ادرکوا خطورة المخطط فحذروا شیعتهم من الوقوع فی الفخ الذی نصب لهم و تصدوا بکل حزم و شدة للغلاة باسالیب مختلفة کالبراءة منهم و لعنهم[9] و ذمتهم و تحذیر الناس منهم و عدم السماح لهم بالاقتراب منهم (ع)[10]، للحد من نفوذهم و التصدی لمؤامرتهم، بل وصل الحد أحیانا بأن یصدر الإمام (ع) الامر بقتل المغالی، کما یروى ذلک فی موقف الامام الهادی (ع) من فارس بن حاتم، روى محمَّد بن عیسى بن عبیدٍ أَنَّ أَبا الحسنِ (ع) أَهدر مقتَل فارس بن حاتم و ضمن لمن یقتلهُ الجنَّة".[11]
و ینبغی الالتفات الى قضیة مهمة و هی أن الغلو لم ینحصر فی اتجاه اسلامی معین بل ترى ملامح ذلک موجودة و بانحاء مختلفة فی اوساط أکثر المذاهب، کالغلو فی الخلیفة الاول و القول بموافقات عمر[12]، و تفضیله على النبی الاکرم (ص)[13]، و هذا ما تعرضت له المصادر السنیة.
موقف الأئمة من الغلات
الباحث فی المصادر الروائیة الشیعیة و المتأمل فی کلمات الأئمة (ع) فی خصوص ظاهرة الغلو یکتشف و بوضوح الموقف الشدید و ردة الفعل القویة اتجاه هذه الحرکة الانحرافیة الخطیرة.
روی عن أمیر المؤمنین (ع) أنه قال: " اللهم إنی بری‏ء من الغلاة کبراءة عیسى ابن مریم من النصارى، اللهم اخذلهم أبدا، و لا تنصر منهم أحدا"، و عن الامام الصادق (ع): " احذروا على شبابکم الغلاة لا یفسدونهم، فإن الغلاة شر خلق الله، یصغرون عظمة الله، و یدعون الربوبیة لعباد الله، و الله إن الغلاة شر من الیهود و النصارى و المجوس و الذین أشرکوا".[14]
و عنه (ع): " أدنى ما یخرج به الرجل من الإیمان أن یجلس إلى غال فیستمع إلى حدیثه و یصدقه على قوله إن أبی حدثنی عن أبیه عن جده (ع) أن رسول الله (ص) قال: صنفان من أمتی لا نصیب لهما فی الإسلام الغلاة و القدریة".[15]
أما موقف الامام الرضا (ع) من الغلو و المفوضة فتکشف عنه الروایة التالیة: " الغلاة کفار و المفوضة مشرکون من جالسهم أو خالطهم أو آکلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زوجهم أو تزوج منهم أو آمنهم أو ائتمنهم على أمانة أو صدق حدیثهم أو أعانهم بشطر کلمة خرج من ولایة الله عز و جل و ولایة رسول الله (ص) و ولایتنا أهل البیت".[16]
علماء الشیعة و الغلاة
یکفی فی معرفة موقف علماء الشیعة من الغلو و الغلات ا لرجوع الى الکتب الرجالیة الشیعیة؛ کرجال الکشی، النجاشی، العلامة الحلی، و ابن الغضائری و... لیتضح لنا کیف رصد علماء الشیعة هذه الحرکة و سلط الاضواء على افکارها و رجالها.
 و یعد الشیخ المفید من کبار الاعلام الشیعة الذین تصدوا للغلاة، حیث تعرض فی شرحه لعقائد الصدوق لبیان معانی الغلو و التفویض ثم قال فی شأن الغلو: " الغلاة من المتظاهرین بالإسلام هم الذین نسبوا أمیر المؤمنین و الأئمة من ذریته (ع) إلى الألوهیة و النبوة و وصفوهم من الفضل فی الدین و الدنیا إلى ما تجاوزوا فیه الحد و خرجوا عن القصد و هم ضلال کفار حکم فیهم أمیر المؤمنین (ع) بالقتل و التحریق بالنار و قضت الأئمة (ع) علیهم بالإکفار و الخروج عن الإسلام ".[17]
کما حکم الفقهاء الشیعة فی مصنفاتهم الفقهیة بنجاسة الغلاة و جعلوهم فی مصاف الخوارج و النواصب.[18]
و مع کل هذا الموقف الصارم اتجاه الغلو على مر التأریخ، بقیت هنا و هناک أثار تلک الحرکة و بعض الروایات التی استطاعت ان تشق طریقها الى المصادر الحدیثیة و التاریخیة و العقائد، الا انها لم تستطع الافلات من النقد العلمی من خلال علمی الرجال و الدرایة، و المعاییر التی وضعها الأئمة (ع) من قبیل عرض الحدیث على القرآن الکریم فما خالف  القرآن یضرب به عرض الجدار، و لما کان القول بالوهیة الأئمة (ع) أو اعطاؤهم صفة الالوهیة یعارض القرآن الکریم، من هنا رفض علماء الشیعة تلک الروایات و طرحوها جانباً، فهی مع وجودها فی مطاوی الکتب الا انها لم تستطع ان تشق طریقها الى الفکر الامامی و ترسخ افکارها فی الذهنیة الشیعیة.
القرآن و بشریة الانبیاء و الأئمة (ص)
أکد القرآن الکریم فی أکثر من موضع و مناسبة على بشریة الانبیاء و التحذیر من الغلو فیهم[19]. و ان الانبیاء مخلوقون[20] کسائر البشر[21].
و هذا ما أکدت علیه کلمات الرسول الاکرم (ص) و الأئمة الاطهار (ع) و الاقرار بعجزهم و ضعفهم، یقول النبی الاکرم (ص): "إِنَّا عِبَادُ اللَّهِ مَخْلُوقُونَ مَرْبُوبُونَ نَأْتَمِرُ لَهُ فِیمَا أَمَرَنَا وَ نَنْزَجِرُ لَهُ عَمَّا زَجَرَنَا".[22]
و روی عن الامام الصادق (ع) أنه قال: " إِنِّی کُنْتُ أُمَهِّدُ لأَبِی فِرَاشَهُ فَأَنْتَظِرُهُ حَتَّى یَأْتِیَ فَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ وَ نَامَ قُمْتُ إِلَى فِرَاشِی، وَ إِنَّهُ أَبْطَأَ عَلَیَّ ذَاتَ لَیْلَةٍ فَأَتَیْتُ الْمَسْجِدَ فِی طَلَبِهِ وَ ذَلِکَ بَعْدَ مَا هَدَأَ النَّاسُ فَإِذَا هُوَ فِی الْمَسْجِدِ سَاجِدٌ وَ لَیْسَ فِی الْمَسْجِدِ غَیْرُهُ فَسَمِعْتُ حَنِینَهُ وَ هُوَ یَقُولُ: سُبْحَانَکَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّی حَقّاً حَقّاً سَجَدْتُ لَکَ یَا رَبِّ تَعَبُّداً وَ رِقّاً، اللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِی ضَعِیفٌ فَضَاعِفْهُ لِی، اللَّهُمَّ قِنِی عَذَابَکَ یَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَکَ، وَ تُبْ عَلَیَّ إِنَّکَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ".[23]
و عن عبد العزیز القزاز قال: کنت أقول بالربوبیة فیهم، فدخلت على أبی عبد الله الصادق (ع) فقال لی: یا عبد العزیز ضع ماء أتوضأ، ففعلت فلما دخل یتوضأ قلت فی نفسی: هذا الذی قلت فیه ما قلت یتوضأ!! فلما خرج قال لی: یا عبد العزیز لا تحمل على البناء فوق ما یطیق فیهدم، إنا عبید مخلوقون لعبادة الله عز و جل.[24] و عنه (ع) أیضاً: " إنا و الله عبید مخلوقون لنا رب نعبده و إن لم نعبده عذبنا".[25]
التقصیر فی حق الأئمة (ع)
فی مقابل اتجاه الغلو و الغلاة هناک اتجاه یقف فی الجانب المقابل یتمثل فی التقصیر فی حق الأئمة (ع)، عرف بالمقصرین، حیث انزل هذا الفکر الأئمة (ع) عن المقام الذی هم علیه و جعلهم کسائر البشر بلا أدنى فارق فی الصفات و المؤهلات، و هو اتجاه لا یقل خطراً عن الغلو.[26]
و الملاحظ أن خصوم الأئمة (ع) اعتمدوا طریقی الغلو و التقصیر و وضع روایات المطاعن للنیل من الوجه الناصع للأئمة و الشیعة.[27]

 

النظرة الشیعیة للأئمة
رسم أئمة أهل البیت (ع) لشیعتهم منهجا وسطاً یتوسط بین الغلو و التقصیر، و کانوا یحثون الشیعة على الاعتدال[28]، و فی بعض الروایات ارشاد للموقف المناسب الذی ینبغی للانسان اتخاذه فی نظرته للأئمة و فضائلهم (ع).[29]
و قد إنطلق علماء الشیعة من هذه الارشادات و الوصایا لیرسموا صورة متوازنة للائمة (ع) تعتمد الادلة العقلیة و النقلیة، و مبینین خواصهم و ممیزاتهم التی یمتازون بها  عن سائر البشر و مقاماتهم السامیة التی هم علیها؛ کالعصمة و العلم اللدنی و التی أکدها القرآن الکریم و الروایات الصحیحة بالاضافة الى العقل.
لاریب أن الشیعة یؤمنون بکرامات الأئمة الثابتة لهم فی المصادر السنیة فضلا عن مصادرهم الخاصة، کفضائل أمیر المؤمنین (ع) و أهل بیته[30].
و الجدیر بالتأمل فی بحث الغلو التفریق بین الغلو بالمعنى الذی ذکرناه و بین ما یبدو أنه منه، فلیس من الصحیح أن نسم کل فکرة طرقت سمعنا بانها من الغلو لمجرد عدم استیعابها او أنها فوق طاقتنا الفکریة، فقد توصف بعض الکرامات بانها من أفکار الغلاة انطلاقا من هذه النظرة السطحیة، الا ان التأمل فی الاسس العقلیة و النقلیة من القرآن و السنّة یوضح لنا انسجامها مع الفکر الاسلامی و انها لیست من الغلو بحال من الاحوال. من هنا ینبغی النظر الى المعتقدات بصورة موضوعیة بعیدة عن المیول المذهبیة و التوجهات السیاسیة و...فلابد ان ننظر الى الامور نظرة موضوعیة تحفظ للأئمة مقاماتهم و منزلتهم الرفیعة عند الله تعالى و فی الوقت نفسه تنزه ساحتهم عن کل ما حاول الغلاة الصاقه بهم و هم منه براء.[31]

  • صادق عزیزی